کد مطلب:90759 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:144
أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ بَیْعَتی وَ أَنَا بِالْمَدینَةِ قَدْ لَزِمَتْكَ وَ أَنْتَ بِالشَّامِ، لِ[1] أَنَّهُ بَایَعَنی الْقَوْمُ الَّذینَ بَایَعُوا أَبَا بَكْرٍ وَ عُمَرَ وَ عُثْمَانَ عَلی مَا بَایَعُوهُمْ عَلَیْهِ، فَلَمْ یَكُنْ لِلشَّاهِدِ أَنْ یَخْتَارَ، وَ لاَ لِلْغَائِبِ أَنْ یَرُدَّ. وَ إِنَّمَا الشُّوری لِلْمُهَاجِرینَ وَ الأَنْصَارِ دُونَ غَیْرِهِمْ[2]، فَإِنِ اجْتَمَعُوا عَلی رَجُلٍ وَ سَمَّوْهُ إِمَاماً كَانَ ذَلِكَ للَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ[3] رِضیً، فَإِنْ خَرَجَ عَنْ أَمْرِهِمْ خَارِجٌ بِطَعْنٍ أَوْ بِدْعَةٍ[4] رَدُّوهُ إِلی مَا خَرَجَ مِنْهُ. فَإِنْ أَبی قَاتَلُوهُ عَلَی اتِّبَاعِهِ غَیْرَ سَبیلِ الْمُؤْمِنینَ، وَ وَلاَّهُ اللَّهُ مَا تَوَلَّی، وَ أَصْلاَهُ جَهَنَّمَ وَ سَاءَتْ مَصیراً. ثُمَّ إِنَّ طَلْحَةَ وَ الزُّبَیْرَ بَایَعَانی فِی الْمَدینَةِ، ثُمَّ نَقَضَا بَیْعَتَهُمَا، وَ كَانَ نَقْضُهُمَا كَرِدَّتِهِمَا، فَجَاهَدْتُهُمَا عَلی ذَلِكَ بَعْدَ مَا أَعْذَرْتُ إِلَیْهِمَا، حَتَّی جَاءَ الْحَقُّ وَ ظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَ هُمْ كَارِهُونَ[5]. وَ اعْلَمْ، یَا مُعَاوِیَةُ، أَنَّكَ مِنَ الطُّلَقَاءِ الَّذینَ لاَ تَحِلُّ لَهُمُ الْخِلاَفَةُ، وَ لاَ تُعْقَدُ مَعَهُمُ الإِمَامَةُ، وَ لاَ یُدْخَلُونَ فِی الشُّوری. فَادْخُلْ فیمَا دَخَلَ فیهِ الْمُسْلِمُونَ، فَإِنَّ أَحَبَّ الأُمُورِ إِلَیَّ قَبُولُكَ الْعَافِیَةَ إِلاَّ أَنْ تَتَعَرَّضَ لِلْبَلاَءِ. [صفحه 808] فَإِنْ تَعَرَّضْتَ لَهُ قَاتَلْتُكَ، وَ اسْتَعَنْتُ بِاللَّهِ عَلَیْكَ[6]. وَ قَدْ أَكْثَرْتَ الْكَلاَمَ[7] فی قَتَلَةِ عُثْمَانَ. فَادْخُلْ فیمَا دَخَلَ فیهِ النَّاسُ مِنْ بَیْعَتی[8]، ثُمَّ حَاكِمِ الْقَوْمَ إِلَیَّ، أَحْمِلُكَ وَ إِیَّاهُمْ عَلی كِتَابِ اللَّهِ تَعَالی وَ سُنَّةِ نَبِیِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ[9]. وَ أَمَّا تِلْكَ الَّتی تُریدُ فَإِنَّهَا خُدْعَةُ الصَّبِیِّ عَنِ اللَّبَنِ فی أَوَّلِ الْفِصَالِ. وَ لَعَمْری، یَا مُعَاوِیَةُ، لَئِنْ نَظَرْتَ بِعَقْلِكَ دُونَ هَوَاكَ لَتَجِدَنّی أَبْرَأَ النَّاسِ[10] مِنْ دَمِ عُثْمَانَ. وَ لَتَعْلَمَنَّ أَنّی كُنْتُ فی عُزْلَةٍ عَنْهُ. إِلاَّ أَنْ تَتَجَنَّی، فَتَجَنَّ مَا بَدَا لَكَ. وَ قَدْ أَرْسَلْتُ إِلَیْكَ وَ إِلی مَنْ قِبَلَكَ جُرَیْرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِیِّ وَ هُوَ مِنْ أَهْلِ الإیمَانِ وَ الْهِجْرَةِ السَّابِقَةِ، فَبَایِعْ، وَ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظیمِ[11] وَ السَّلاَمُ. [صفحه 809]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَلِیٍّ أَمیرِ الْمُؤْمِنینَ إِلی مُعَاوِیَةَ بْنِ أَبی سُفْیَانَ.
صفحه 808، 809.
و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 434 و 499. و منهاج البراعة ج 17 ص 194. و المستدرك لكاشف الغطاء ص 121. و نهج السعادة ج 4 ص 98. و نهج البلاغة الثانی ص 239. باختلاف بین المصادر. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 434. و تذكرة الخواص ص 81. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 434 و 499. و منهاج البراعة ج 17 ص 194. و المستدرك لكاشف الغطاء ص 121. و نهج البلاغة الثانی ص 239.