کد مطلب:90759 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:144

کتاب له علیه السلام (29)-إِلی معاویة أرسله مع جریر بن عبد ال















بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَلِیٍّ أَمیرِ الْمُؤْمِنینَ إِلی مُعَاوِیَةَ بْنِ أَبی سُفْیَانَ.

أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ بَیْعَتی وَ أَنَا بِالْمَدینَةِ قَدْ لَزِمَتْكَ وَ أَنْتَ بِالشَّامِ، لِ[1] أَنَّهُ بَایَعَنی الْقَوْمُ الَّذینَ بَایَعُوا أَبَا بَكْرٍ وَ عُمَرَ وَ عُثْمَانَ عَلی مَا بَایَعُوهُمْ عَلَیْهِ، فَلَمْ یَكُنْ لِلشَّاهِدِ أَنْ یَخْتَارَ، وَ لاَ لِلْغَائِبِ أَنْ یَرُدَّ.

وَ إِنَّمَا الشُّوری لِلْمُهَاجِرینَ وَ الأَنْصَارِ دُونَ غَیْرِهِمْ[2]، فَإِنِ اجْتَمَعُوا عَلی رَجُلٍ وَ سَمَّوْهُ إِمَاماً كَانَ ذَلِكَ للَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ[3] رِضیً، فَإِنْ خَرَجَ عَنْ أَمْرِهِمْ خَارِجٌ بِطَعْنٍ أَوْ بِدْعَةٍ[4] رَدُّوهُ إِلی مَا خَرَجَ مِنْهُ. فَإِنْ أَبی قَاتَلُوهُ عَلَی اتِّبَاعِهِ غَیْرَ سَبیلِ الْمُؤْمِنینَ، وَ وَلاَّهُ اللَّهُ مَا تَوَلَّی، وَ أَصْلاَهُ جَهَنَّمَ وَ سَاءَتْ مَصیراً.

ثُمَّ إِنَّ طَلْحَةَ وَ الزُّبَیْرَ بَایَعَانی فِی الْمَدینَةِ، ثُمَّ نَقَضَا بَیْعَتَهُمَا، وَ كَانَ نَقْضُهُمَا كَرِدَّتِهِمَا،

فَجَاهَدْتُهُمَا عَلی ذَلِكَ بَعْدَ مَا أَعْذَرْتُ إِلَیْهِمَا، حَتَّی جَاءَ الْحَقُّ وَ ظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَ هُمْ كَارِهُونَ[5].

وَ اعْلَمْ، یَا مُعَاوِیَةُ، أَنَّكَ مِنَ الطُّلَقَاءِ الَّذینَ لاَ تَحِلُّ لَهُمُ الْخِلاَفَةُ، وَ لاَ تُعْقَدُ مَعَهُمُ الإِمَامَةُ، وَ لاَ یُدْخَلُونَ فِی الشُّوری.

فَادْخُلْ فیمَا دَخَلَ فیهِ الْمُسْلِمُونَ، فَإِنَّ أَحَبَّ الأُمُورِ إِلَیَّ قَبُولُكَ الْعَافِیَةَ إِلاَّ أَنْ تَتَعَرَّضَ لِلْبَلاَءِ.

[صفحه 808]

فَإِنْ تَعَرَّضْتَ لَهُ قَاتَلْتُكَ، وَ اسْتَعَنْتُ بِاللَّهِ عَلَیْكَ[6].

وَ قَدْ أَكْثَرْتَ الْكَلاَمَ[7] فی قَتَلَةِ عُثْمَانَ. فَادْخُلْ فیمَا دَخَلَ فیهِ النَّاسُ مِنْ بَیْعَتی[8]، ثُمَّ حَاكِمِ الْقَوْمَ إِلَیَّ، أَحْمِلُكَ وَ إِیَّاهُمْ عَلی كِتَابِ اللَّهِ تَعَالی وَ سُنَّةِ نَبِیِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ[9].

وَ أَمَّا تِلْكَ الَّتی تُریدُ فَإِنَّهَا خُدْعَةُ الصَّبِیِّ عَنِ اللَّبَنِ فی أَوَّلِ الْفِصَالِ.

وَ لَعَمْری، یَا مُعَاوِیَةُ، لَئِنْ نَظَرْتَ بِعَقْلِكَ دُونَ هَوَاكَ لَتَجِدَنّی أَبْرَأَ النَّاسِ[10] مِنْ دَمِ عُثْمَانَ.

وَ لَتَعْلَمَنَّ أَنّی كُنْتُ فی عُزْلَةٍ عَنْهُ. إِلاَّ أَنْ تَتَجَنَّی، فَتَجَنَّ مَا بَدَا لَكَ.

وَ قَدْ أَرْسَلْتُ إِلَیْكَ وَ إِلی مَنْ قِبَلَكَ جُرَیْرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِیِّ وَ هُوَ مِنْ أَهْلِ الإیمَانِ وَ الْهِجْرَةِ السَّابِقَةِ، فَبَایِعْ، وَ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظیمِ[11] وَ السَّلاَمُ.

[صفحه 809]


صفحه 808، 809.








    1. ورد فی صفین ص 29. و الإمامة و السیاسة ج 1 ص 113. و العقد الفرید ج 5 ص 80. و الفتوح ج 2 ص 494. و المناقب للخوارزمی 132. و شرح ابن أبی الحدید ج 3 ص 75 و ج 14 ص 35. و شرح ابن میثم ج 2 ص 110. و تذكرة الخواص ص 81.

      و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 434 و 499. و منهاج البراعة ج 17 ص 194. و المستدرك لكاشف الغطاء ص 121. و نهج السعادة ج 4 ص 98. و نهج البلاغة الثانی ص 239. باختلاف بین المصادر.

    2. ورد فی كتاب الفتوح لابن أعثم ج 2 ص 506.
    3. ورد فی المصدر السابق.
    4. رغبة. ورد فی صفین ص 29. و شرح ابن أبی الحدید ج 3 ص 75. و شرح ابن میثم ج 2 ص 110. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 434. و نهج السعادة ج 4 ص 98.
    5. التوبة، 48.
    6. ورد فی صفین ص 29. و الإمامة و السیاسة ج 1 ص 113. و العقد الفرید ج 5 ص 80. و الفتوح ج 2 ص 506 و 507. و المناقب للخوارزمی ص 116. و شرح ابن أبی الحدید ج 3 ص 75 و ج 14 ص 35. و شرح ابن میثم ج 2 ص 110. و مناقب آل أبی طالب ج 3 ص 193. و تذكرة الخواص ص 81. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 434 و 499. و منهاج البراعة ج 17 ص 194. و المستدرك لكاشف الغطاء ص 121. و نهج السعادة ج 4 ص 98. و نهج البلاغة الثانی ص 239. باختلاف بین المصادر.
    7. ورد فی البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 499. و المستدرك لكاشف الغطاء ص 121. و نهج السعادة ج 4 ص 98. و نهج البلاغة الثانی ص 239.
    8. ورد فی مناقب آل أبی طالب ج 3 ص 193. و الفتوح ج 2 ص 506. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 474. و ورد فی الطّاعة فی الإمامة و السیاسة ج 1 ص 114. و المستدرك لكاشف الغطاء ص 121. و نهج البلاغة الثانی ص 239.
    9. ورد فی الإمامة و السیاسة ج 1 ص 114. و الفتوح ج 2 ص 506. و مناقب آل أبی طالب ج 3 ص 193. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 474.
    10. قریش. ورد فی صفین ص 29. و العقد الفرید ج 5 ص 80. و شرح ابن میثم ج 2 ص 110. و المناقب للخوارزمی ص 132.

      و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 434.

    11. ورد فی المصادر السابقة. و الإمامة و السیاسة ج 1 ص 114. و الفتوح ج 2 ص 507. و شرح ابن أبی الحدید ج 3 ص 75.

      و تذكرة الخواص ص 81. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 434 و 499. و منهاج البراعة ج 17 ص 194. و المستدرك لكاشف الغطاء ص 121. و نهج البلاغة الثانی ص 239.